مذكرات «فاروق فلوكس»
مذكرات «فاروق فلوكس»


مبدع الأدوار اللافتة  فى مذكراته: اكتشفت أن اسم شهرتى «شتيمة»

الأخبار

الأحد، 30 أبريل 2023 - 11:13 م

كتبت : فادية البمبي

بين دفتى هذا الكتاب.. مذكرات «فاروق فلوكس» الرجل الذى عاش الحياة بكل ما فيها سائرا فى كل الدروب، حيث عاصر فاروق توفيق صالح مبارك الشهير ب«فلوكس» والمولود عام 1937، أزمنة مختلفة اجتماعيًا وفنيًّا واقتصاديا وسياسيا، تلك مسيرة عمرها 85 عامًا من التجارب والترحال ومعايشة الثقافات المختلفة، هو رجل عشق فن التمثيل وامتهن الهندسة حتى درجة وكيل وزارة وهوى الرسم والفنون ودرس القانون.ويقول:

كم كنت محظوظا أننى ولدت فى ميدان عابدين، هذا الحى متعدد الأصول والأعراق، مجتمع ال «الكوزمو بوليتان» كما كان يُطلق على الإسكندرية، العالم كله هنا فى عابدين، إنجليز وطليان ويونانيون وأرمن وأتراك وفرنساويون وأفارقة وعرب، ومسلمون ومسيحيون ويهود، رجال السياسة وأهل العلم ونجوم الفن ورموز كرة القدم، هنا كان قصر الحكم، قصر عابدين حيث كانت شرفة منزلنا تطل على القصر مباشرة.

اقرأ ايضاً| غدًا.. مدير مكتبة الإسكندرية يفتتح معرض «نازلي ومنحة الله» التشكيلي

,لقد وُلدت فى قلب الأحداث، كنت الصغير فى العائلة، لى شقيق تُوفى قبل ميلادى يدعى صلاح وأخت تدعى محاسن ولدت واسمى على اسم الملك، وأسكن فى جواره، أطل من شرفتى يوميًا على دخوله وخروجه من القصر، أب صعيدى وأم من أصول تركية.

وكانت زيارة جدتى لأبى، وجدتى لأمى مثالاً لتنوع الثقافات، وآه لو اجتمعتا سويًا، سيكون حوارًا يقف أمامه المشاهد عاجزا عن فك شفرة العامية التركية واللهجة الصعيدية.. وفى المدرسة الإبراهيمية كنت كعادتى من الأشقياء خفيفى الظل لم أكن من المُحببين إلى الإدارة، ويوم إعلان النتيجة التى كانت تذاع فى الإذاعة، عرفت أن رقم جلوسى من الناجحين، لكننى لم أحقق النجاح فقط، بل كنت الأول على المدرسة والتحقت بكلية الهندسة،وبعد تخرجى وظهور النتيجة فى 30 يونيو عام 1963.

كان خريجو كليات الهندسة يُعينون بأمر تكليف ، وكان قرار تكليفى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للعمل فى المصانع الحربية لمدة سنتين قابلة للامتداد مدداً أخرى مماثلة، فى نفس الوقت.

وكنت قد قرأت إعلانًا لمعهد السينما بقبول دفعات جديدة، بشرط الخضوع لاختبار قدرات مكون من ستة امتحانات فى ستة أيام متتالية فى اللغة وتاريخ السينما، تقدمت إلى المعهد حتى أحترف الفن الذى عشقته، وللعجب كان عميد معهد السينما هو د.حسن فهمى رئيس قسم «الميكانيكا» فى كلية  هندسة القاهرة، أستاذى فى القسم ويعرفنى جيدا.

تقدمت للاختبارات ونجحت فيها جميعًا، وكنت من الأوائل من بين خمسمائة وخمسين متقدمًا، لكنى فوجئت بأستاذى يستدعيني، ويقول لي: «ألست» خريج كلية الهندسة من قسم ميكانيكا إنتاج الذى كنت أترأسه؟»، فقلت له: «ولى الشرف، فسألني: «ألست مكلفاً بخطاب رسمي؟، فقلت له: «نعم تم تكليفى للعمل ب المصانع الحربية، فسألنى كيف سأنتظم فى المعهد، وأنا موظف مكلف، فقلت له: « سأسعى بكل جهدى للانتظام لأننى أحب الفن واخترت أن يكون مجالى الأساسي.

ولكنه بكل حزم وصرامة رفض قيدى فى المعهد رغم اجتيازى كل الاختبارات، وطلب منى تنفيذ التكليف بالمصانع الحربية، قلت له: «لولا سيادتك لما كانت فريدة فهمى راقصة مصر الأولى فى الفن الشعبي، وأصبحت رمزًا عالميًا، وتشجيعك لها ومنحها الفرصة، فلماذا لا تعطينى الفرصة؟»، لكنه رفض.. عُينت فى مصنع 63 الحربى بناء على أمر التكليف.

وكان المصنع متخصصًا فى إنتاج سبائك النحاس والألومنيوم المختلفة،كان لى صديق اسمه توحيد أحمد رامى ابن الشاعر العظيم أحمد رامي، كان بينى وبينه موعد، وتأخر عن موعده، فبحثت عن هاتف فى الشارع لأتصل به فى منزله رد على الأستاذ أحمد رامى بصوته الرقيق شديد الصدق فسألته: «هل توحيد موجود؟ ، رد على إنه ليس موجودا ، ودار بيننا هذا الحوار القصير، سألنى عن اسمى ليخبره إننى اتصلت به عندما يعود.

قلت: فاروق فلوكس.

قال: أستميحك عذرا ، أهو فلوكس بحرف اللام أم فدوكس بحرف الدال؟

قلت: لا أعرف الفارق.

فقال: إن كان فدوكس بحرف الدال فهو اسم من أسماء الأسد مثل: الليث والسبع والضرغام وأسامة وقسورة.

فقلت: أنا اسمى بحرف اللام «فلوكس».

فقال: من أين أنت؟ قلت: أنا زميل توحيد بكلية الهندسة.فى كلية الهندسة أنت بجوار حديقة الحيوان ، فى هذه الحديقة هناك بحيرة يمر فوقها كوبرى هزاز، وفى هذه البحيرة نبات يطفو على سطحها له أوراق كبيرة ولا تعلق بها المياه، هذا هو نبات «الفلوكس» الذى ينمو فى المياه الراكدة فقط، من هنا عرفت أن الطالب الدرعمى محمد من معسكر مرسى مطروح كان يشتمنى ويشبهنى بنبتة تنمو فى البرك الراكدة، لكننى أحببت الاسم الذى اشتهرت به بين أصدقائى وزملائي.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة